المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن أبي الدنيا

إني كنت آمر بالمعروف ولا أعمل به، وأنهى عن المنكر وأعمل به

١١٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الْأَسْوَدُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَدُورُ فِي النَّارِ مِثْلَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ فِي الرَّحَى، إِذْ نَادَاهُ أَهْلُ النَّارِ: وَيْلَكَ مَا لَنَا نَرَاكَ تُعَذَّبُ عَذَابًا لَا يُعَذَّبُهُ أَحَدٌ؟ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا أَعْمَلُ بِهِ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَعْمَلُ بِهِ ".

إني لآمرك بالأمر وما أفعله، ولكن أرجو أن أؤجر فيه

١١٤ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «إِنِّي لَآمُرُكَ بِالْأَمْرِ وَمَا أَفْعَلُهُ، وَلَكِنْ أَرْجُو أَنْ أُؤْجَرَ فِيهِ».

لا تأمرون بالمعروف، ولا تنهون عن المنكر

١١٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، قَالَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا حُذَيْفَةُ فَقَالَ: أَتَاكُمُ الْخَبَرُ؟ قُلْنَا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: هَلَكَ عُثْمَانُ، قُلْنَا: هَلَكْنَا وَاللَّهِ إِذَنْ، قَالَ: إِنَّكُمْ لَمْ تَهْلِكُوا، إِنَّمَا تَهْلِكُونَ إِذَا لَمْ يُعْرَفْ لِذِي شَيْبَةٍ شَيْبَتُهُ، وَلَا لِذِي سِنٍّ سِنُّهُ، وَصِرْتُمْ تَمْشُونَ عَلَى الرَّكَبَاتِ كَأَنَّكُمْ يَعَاقِيبُ حَجَلٍ، لَا تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَا تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ".

من حضر معصية فكرهها فكأنه غاب عنها

١١٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَضَرَ مَعْصِيَةً فَكَرِهَهَا فَكَأَنَّهُ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَأَحَبَّهَا فَكَأَنَّهُ حَضَرَهَا».

ويكمل الذي خلق له من عبادة ربه، إذن لتواكل الناس الخير، وإذن يرفع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

١١١ - حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَاجِيَةَ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يُونُسَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «لَوْ أَنَّ الْمَرْءَ، لَا يَعِظُ أَخَاهُ حَتَّى يُحْكِمَ أَمْرَ نَفْسِهِ، وَيُكْمِلَ الَّذِي خُلِقَ لَهُ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ، إِذَنْ لَتَوَاكَلَ النَّاسُ الْخَيْرَ، وَإِذَنْ يُرْفَعُ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَقُلِ الْوَاعِظُونَ وَالسَّاعُونَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالنَّصِيحَةِ فِي الْأَرْضِ».

إني أخشى أن أشهد مشهدا يدخلني النار

١١٠ - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، قَالَ: " قُلْتُ لِأَبِي - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ -: لَوْ غَشِيتَ هَذَا السُّلْطَانَ؟، قَالَ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَشْهَدَ مَشْهَدًا يُدْخِلُنِي النَّارَ ".

جاهدوا المنافقين بأيديكم، فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم

١٠٩ - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَقْمَرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي جُنْدُبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «جَاهِدُوا الْمُنَافِقِينَ بِأَيْدِيكُمْ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا فَبِأَلْسِنَتِكُمْ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا إِلَّا أَنْ تَكْفَهِرُّوا فِي وُجُوهِهِمْ فَاكْفَهِرُّوا».

أكره إن تكلمت أن يروا أن ما بي غير الذي بي، وإن سكت رهبت أن آثم

١٠٨ - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَأْتِي الْعُمَّالَ، ثُمَّ قَعَدَ عَنْهُمْ، قَالَ: فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُهُمْ، قَالَ: أَكْرَهُ إِنْ تَكَلَّمْتُ أَنْ يَرَوْا أَنَّ مَا بِي غَيْرُ الَّذِي بِي، وَإِنْ سَكَتُّ رَهِبْتُ أَنْ آثَمَ ".

لا تعرض له، فنفاه إلى السند، وكان يذكر من بأسه

١٠٧ - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَدِمَ " الْحَجَّاجُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَافِدًا وَمَعَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، فَسَأَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ،: إِنْ صَدَقْنَاكُمْ قَتَلْتُمُونَا، وَإِنْ كَذَبْنَاكُمْ خَشِينَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: لَا تَعْرِضْ لَهُ، فَنَفَاهُ إِلَى السِّنْدِ، وَكَانَ يَذْكُرُ مِنْ بَأْسِهِ ".

أخشى الله إن كذبت، وأخشاكم إن صدقت

١٠٦ - حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " ذَكَرُوا شَيْئًا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ قُرَّةَ فَتَكَلَّمُوا فِيهِ، وَالْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ سَاكِتٌ، فَقَالُوا: مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ يَا أَبَا بَحْرٍ؟، قَالَ: أَخْشَى اللَّهَ إِنْ كَذَبْتُ، وَأَخْشَاكُمْ إِنْ صَدَقْتُ ".

فبحسب امرئ إذا رأى منكرا لا يستطيع له غير أن يعلم الله أنه له كاره

١٠٥ - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَبِحَسْبِ امْرِئٍ إِذَا رَأَى مُنْكَرًا لَا يَسْتَطِيعُ لَهُ غَيْرَ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّهُ لَهُ كَارِهٌ».

أي شيء تنظرون إليه؟ فوالله لو خرجت نفسه لما عجبت منه

١٠٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيِّ، قَالَ: " وَعَظَ سَيَّارٌ أَبُو تُرَابٍ أَمِيرًا كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَحُبِسَ، فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الْحَجِّ بَعَثَ إِلَى خَالِصَةَ، فَكَلَّمَتْ لَهُ الْوَالِيَ فَخَرَجَ، فَبَلَغَ الْخَبَرَانِ كِلَاهُمَا الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ سَيَّارٌ، فَلَمَّا قَدِمَ مِنْ مَكَّةَ جَاءَ إِلَى الْفُضَيْلِ، فَلَمَّا رَآهُ مِنْ قَرِيبٍ، قَالَ: هِيهِ وَمَا عَلَيْكَ لَوْ فَاتِكَ الْحَجُّ، أَمَا بَلَغَكَ مَا لَقِيَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ اسْتَشْفَعَ بِغَيْرِهِ، قَالَ: فَصَاحَ سَيَّارٌ ثُمَّ انْقَلَبَ، قَالَ: وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ عِنْدَ الْفُضَيْلِ، فَجَعَلُوا يَلْحَظُونَهُ بِأَبْصَارِهِمْ، قَالَ الْفُضَيْلُ: أَيُّ شَيْءٍ تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ؟ فَوَاللَّهِ لَوْ خَرَجَتْ نَفْسُهُ لَمَا عَجِبْتُ مِنْهُ ".

إنما أخاف أن يبتلى فلا يصبر

١٠٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْفَيْضِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ: «أَنَا لَا، أَنْهَى إِنْ (. . . . . .) ، إِنَّمَا أَخَافُ أَنْ يُبْتَلَى فَلَا يَصْبِرُ».

ليس هذا زمان كلام، هذا زمان بكاء وتضرع، واستكانة ودعاء لجميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم

١٠٢ - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْفَيْضِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " سَأَلْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ عَنِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، قَالَ: لَيْسَ هَذَا زَمَانَ كَلَامٍ، هَذَا زَمَانُ بُكَاءٍ وَتَضَرُّعٍ، وَاسْتِكَانَةٍ وَدُعَاءٍ لِجَمِيعِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْ أُوثِقْتَ فِي رِجْلِكَ فِي هَذِهِ - وَأَشَارَ إِلَى أَسْفَلِ الرُّكْبَةِ - جَزِعْتَ وَلَمْ تَصْبِرْ، وَلَوِ ابْتُلِيتَ لَكَفَرْتَ، قَدِ ابْتُلِيَ قَوْمٌ فَكَفَرُوا مِنَ الشِّدَّةِ ".

أرأيت إن رأيت شرطيا أو مسلحا أو سلطانا يظلم، أنهاه؟

١٠١ - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ يَزِيدَ الرَّقِّيِّ، قَالَ: " قُلْتُ لِلْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ رَأَيْتُ شُرْطِيًّا أَوْ مُسَلَّحًا أَوْ سُلْطَانًا يَظْلِمُ، أَنْهَاهُ؟، قَالَ: إِنْ قَدَرْتَ فَافْعَلْ، قُلْتُ: أَمَّا الكَلَامٌ (. . . . . .) ، وَلَكِنْ أَخَافُ الْعَاقِبَةَ، قَالَ: إِنْ قَدَرْتَ عَلَى أَنْ تَدْفَعَ عَنْ نَفْسِكَ فَتَكَلَّمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُدْخِلَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ضَرَرًا، وَلَا آمُرُكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ وَتُدْخِلَ عَلَى أَهْلِكَ وَجِيرَانِكَ وَمَنْ يَعْرِفُكَ الْخَوْفَ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ جِيرَانِكَ مَنْ لَيْسَتْ لَهُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ فَتُدْخِلَ عَلَيْهِ الْخَوْفَ فَتَضِيعُ عِيَالُهُ، وَلَعَلَّ كَلَامَكَ لَا يَكُونُ مَنْفَعَةً لِلْمُسْلِمِينَ، تُلْقِي كَلِمَةً ثُمَّ تُلْقِي بِيَدِكَ فَتُوضَعُ فِي عُنُقِكَ فَيُصنَعْ بِكَ مَا تُقْدِمُ عَلَيْهِ ".

ليس للمؤمن أن يذل نفسه

١٠٠ - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْوَلِيُّ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟، قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ».

يحضه ويحثه على الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

٩٩ - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى السُّلَمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْجَوَّابِ الضَّبِّيُّ، قَالَ: " كَتَبَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ إِلَى ابْنِ شُبْرُمَةَ يَحُضُّهُ وَيَحُثُّهُ عَلَى الْجِهَادِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ شُبْرُمَةَ: [البحر البسيط] الْأَمْرُ يَا عَمْرُو بِالْمَعْرُوفِ نَافِلَةٌ ... وَالْقَائِمُونَ بِهِ لِلَّهِ أَنْصَارُ وَالتَّارِكُونَ لَهُ عَجْزًا لَهُمْ عُذْرٌ ... وَاللَّائِمُونَ لَهُمْ يَا عَمْرُو أَشْرَارُ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ لَا بِالسَّيْفِ يُشْهِرُهُ ... عَلَى الْخَلِيفَةِ إِنَّ الْقَتْلَ إِضْرَارُ ".

فإذا شهرتم علينا السلاح، فأنا منكم بريء

٩٨ - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: " أَتَيْتُ قُدَامَةَ بْنَ عَنَزَةَ الْعَنْبَرِيَّ - قَالَ جَعْفَرٌ: وَهُوَ جَدُّ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ عَنَزَةَ - فَوَافَقْتُ عِنْدَهُ مِرْدَاسًا أَبَا بِلَالٍ، وَنَافِعَ بْنَ الْأَزْرَقِ، وَعَطِيَّةَ بْنَ الْأَسْوَدِ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ مِرْدَاسٌ أَبُو بِلَالٍ فَذَكَرَ الْإِسْلَامَ - قَالَ الْحَسَنُ: فَمَا سَمِعْتُ نَاعِتًا لِلْإِسْلَامِ كَانَ أَبْلَغَ مِنْهُ - ثُمَّ ذَكَرَ السُّلْطَانَ فَنَالَ مِنْهُمْ، وَذَكَرَ مَا أَحْدَثَ النَّاسُ، ثُمَّ سَكَتَ، ثُمَّ تَكَلَّمَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ فَذَكَرَ الْإِسْلَامَ فَوَصَفَهُ فَأَحْسَنَ، وَذَكَرَ السُّلْطَانَ فَنَالَ مِنْهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا أَحْدَثَ النَّاسُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عَطِيَّةُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَذَكَرَ الْإِسْلَامَ فَوَصَفَهُ فَأَحْسَنَ، وَلَمْ يَبْلُغْ مَا بَلَغَ نَافِعُ بْنُ ا...

ذاك الذي تريد، فكن حينئذ رجلا

٩٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَلَا أَقُومُ إِلَى هَذَا السُّلْطَانِ فَآمُرُهُ وَأَنْهَاهُ؟ قَالَ: «لَا تَكُنْ لَهُ فِتْنَةً» قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ أَمَرَنِي بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟، قَالَ: «ذَاكَ الَّذِي تُرِيدُ، فَكُنْ حِينَئِذٍ رَجُلًا».

يأتي على الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن كما يذوب الملح في الماء

٩٦ - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْرَسُ أَبُو شَيْبَانَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، أَحْسَبُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَذُوبُ فِيهِ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ» ، قِيلَ: مِمَّ ذَاكَ؟، قَالَ: «مِمَّا يَرَى مِنَ الْمُنْكَرِ لَا يَسْتَطِيعُ يُغَيِّرُهُ».